في دراسة جديدة على المجرة ريتيكيولم ٢ الصغيرة و القريبة من مجرتنا درب التبانة - (درب اللبانة)- ظهرت تلميحات على الأصل الغريب لتشكل اثقل العناصر على الأرض وذلك من خلال عملية اندماج النجوم النيوترونية.
تمكنت الفيزياء الفلكية من رسم صورة دقيقة جدا لطريقة تكون العناصر. فالهيدروجين والهليوم تكونت في اللحظات الأولى المذهلة بعد الانفجار الكبير. وفي وقت لاحق تكونت "المعادن" (كل العناصر الأثقل) من خلال الاندماج النووي في الأفران (مراكز النجوم) الضخمة.
المشكلة هي، حالما يتم تشكيل الحديد والنيكل فأن عملية الاندماج تتطلب طاقة أكثرمما تطلق، و النتائج المعروفة لهذه العلية هي انهيار النجوم. فكيف تشكلت عناصر أثقل مثل الذهب والرصاص والنحاس والبلاتين؟
التفسير هو "الاحتواء النيوتروني"، فالعناصر الثقيلة الموجودة تشكلت بالتحام النيوترونات واحدا تلو الآخر؛ لاحقاً هذه النيوترونات تحللت إلى ثنائييات من البروتونات و الفويلا فأصبح لدينا عنصر جديد جاهز. الاحتواء النيوتروني قد يحدث ببطء، و على مدى فترات طويلة في المراكز النجمية، أو في مرة واحدة من خلال عملية قصف نيوتروني كارثية.
في نهاية المطاف، علماء الفلك لم يحسموا موقفهم بعد كيف يمكن لهذه العناصر التشكّل هل من خلال انفجارات السوبرنوفا، وهو أمر شائع نسبيا، أو خلال شيء نادر وغريب، مثل اندماج النجوم النيوترونية.
والمثير للدهشة، في هذه الدراسة الجديدة على المجرة ريتيكيولم ٢ تلميحات على أنها العملية الأخيرة أي عملية اندماج النجوم النيوترونية.
يظهر البحث الجديد أن أن تسعة من ألمع نجوم ريتيكيولم ٢، سبعة منها تحتوي على كمية أكبر من العناصر الثقيلة التي تشكلت بسبب الاحتواء النيوتروني السريع عما فى المجرات القزمة الأخرى؛ هذه الحقيقة، إلى جانب كميات كبيرة من العناصر المستمدة من الاحتواء النيوتروني في المجرة، تثبت أن آلية أندر من الانفجارات النجمية هي السبب في تشكل العناصر الثقيلة.
النجوم القديمة في درب التبانة تكشف عن نفس التوقيع للاحتواء النيوتروني، مما يشير إلى أن عملية مماثلة تحصل في المجرات الكبيرة كما هو الحال في المجرات القزمية و حتى أنه بنفس الطريقة تكونت العناصر الثقيلة في الأرض. مما يعني أن الذهب في أي قطعة من المجوهرات قد ولدت داخل اصطدام النجوم النيوترونية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق